18 - 07 - 2024

تعا اشرب شاي| صلاة الخوف بعيدا عن ارض منف

تعا اشرب شاي| صلاة الخوف بعيدا عن ارض منف

حدثنى ابن القاسم الذى هو أبى، عن صديق له يدعى على/ جاءته بعثة علمية ، الى المملكة العربية السعودية/ فى منطقة تدعى عنيزة، ليس لها غير الراتب ميزة/ وسكن فى منزل قديم، ليس به حائط سليم/ وكان بينه و بين المسجد الكبير مسافات، لا تستطيع على قطعها الا السيارات/ فإكتفى بالصلاة فى زاوية قريبة من بيته، خلف امام قد ذاع صيته.

وذات يوم ساقه القدر ، الى المسجد الكبير وقت السحر/ فرأى ان يدخله ويصلى فيه، بدلا من ان يضيع منه الفرض ويتوه/ وبعد الانتهاء ، اراد الخروج من حيث جاء/ فوجد جماعة فظة ، وحولها الناس مكتظة/ فسأل من حوله، من هؤلاء يا سادة؟ فقالوا : جماعة الامر بالمعروف تنظم شئون العبادة/ فتقدم اليهم بإطمئنان، فهو لم يرتكب فى المسجد اية آثام/ فقالوا له: اسمك وعنوانك بسرعة، فأجاب: امهلونى من الوقت برهة/ لماذا تأخذون العنوان، وانا رجل على باب الله غلبان؟/ فأجابوه :لأنك يا امور، ان لم تنتظم فى الحضور ، فسنسحبك من بيتك كالثور/ ويهتف الاطفال من دا بكرة بريالين، وتصبح عبرة للعابرين.

 فقال فى نفسه : اى اقدار ساقتنى الى هذا المسجد؟ اهذا جزاء من كان لربه يعبد؟/ فلما رأى الموقف عاصفا ،حاول ان يكون ملطفا/ فقال اتريدون ايضا الايميل؟ فردوا : نحن لأكل الفرنجة لا نميل/ ورأى فى وجوههم هيبة، فأصابته الخيبة/ وادرك انه لن يفلت من العقاب، حتى لو قص عليهم كل حواديت شهر زاد/ وقبل ان يقول لاحدهم امرك مطاع ، يا سيد الانطاع / خطرت فى رأسه فكرة لئيمة ، رغم ان الشياطين فى المساجد غير مقيمة.

 فقد تذكر صديقا له طيب النية، ويحمل الجنسية السودانية/ واسمه بالطبع عثمان، كعادة اهل النوبة والسودان/ لم يكن به ثمة عيب يذكر، الا الزرزرة امام أهيف مشكل/ فقال لم لا اعطيهم عنوان عثمان؟ واخرج بثواب صلاته كسبان؟ / لعل الله يهديه، وبعملتى يسامحه ويعافيه/ واعطاهم اسم عثمان ، وعنوانه كمان.

 ولما مر على غيابه يومان، ذهبوا الى المسكين عثمان/ وطرقوا على الباب بالعصى، فخرج عليهم من عصى/ وعلى وجهه آيات العجب، فهو لا يعرف لمجيئهم سبب/ فسحبوه من قفاه كما لو كان بطانية، استفردت بتنفيضها شغالة عفية/ واقتادوه الى المسجد عنوة، ولم يمهلوه حتى يلبس البلغة/ وهددوه بالويل والثبور ، وعظائم الامور / ومن يومها انتظم الرجل فى الذهاب، كتلميذ شاطر يأبى الغياب.

وبدلا من ان يسبح اثناء الطريق الرحمن ، كان يكرر اللهم اقطع عثمان وسنين عثمان / و يخبط رأسه فى الارض كلما سجد، و هو يدعو على من كان السبب/ وبعد مرور وقت قصير، شعر على بتأنيب الضمير/فقد انقلبت النكتة جد ، وكان عليه ان يضع لهذه المهزلة حد/ فترك لعثمان بيته ، وقدم استقالته/ غير اسف على الوظيفة ، فقد يفصل السياف رأسه فيصير جثة غير لطيفة .

بقى ان اقول لكم ماذا يعمل ابى ورفاقه، الذين هم علينا فى الشقاوة قد فاقوا / انهم اساتذة فى جامعة الازهر، الذى به نزهو ونتبختر، تلقى احدهم من الجهلاء جزاء جرذ أزعر.